من أدلة كمال الله دليل التقابل والتناقض



  الأدلة العقلية النقلية على أصول الإسلام (١٠)


من الأدلة النقلية العقلية على كمال صفات الله:

دليل التقابل والتناقض:


وهو قريب من سابقه قياس الأولى ولكن هذا الدليل يستند إلى أن نفي صفات الكمال عن الله، يقتضي اتصافه بما يقابلها من صفات النقص، فيلزم من إثبات أحدهما نفي الآخر، والعكس كذلك.

فهو قائم على أن الله إن لم يكن موصوفا بإحدى الصفتين المتقابلتين للزم اتصافه بالأخرى، وعليه وجب اتصافه بأكمل الوصفين المتقابلين.

ويدل عليه من السمع كل دليل أبطل عبادة الأوثان لاتصافها بالنقص والعجز، وعليه يجب تنزيه الله عنه، وإثبات كمال ضده له.

كما قال تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} [طه]. وقوله: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر].

قال ابن تيمية في الرسالة الأكملية فيما يجب لله من صفات الكمال: " ومثل هذا في القرآن متعدد من وصف الأصنام بسلب صفات الكمال، كعدم التكلم والفعل، وعدم الحياة، ونحو ذلك مما يبين أن المتصف بذلك منتقص معيب كسائر الجمادات، وإن هذه الصفات لا تسلب إلا عن ناقص معيب.

وأما رب الخلق الذي هو أكمل من كل موجود فهو أحق الموجودات بصفات الكمال، وأنه لا يستوي المتصف بصفات الكمال والذي لا يتصف بها، وهو يذكر أن الجمادات في العادة لا تقبل الاتصاف بهذه الصفات.

فمن جعل الواجب الوجود لا يقبل الاتصاف، فقد جعله من جنس الأصنام الجامدة، التي عابها الله تعالى وعاب عابديها"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دليل الخلق والإيجاد

محالات العقول ومحاراتها

مقدمة جواب شبهة التوسل(١)

وجود الأدلة العقلية في الأدلة النقلية

جواب شبهة التوسل النقلية(٢)