التوحيد والشرك
ما هو التوحيد الذي أمرنا الله به وما هو الشرك الذي نهانا الله عنه
[ليس ضمن سلسلة السرية]
الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بعبادته وحده مخلصين له الدين، وقد ضلل من يدعو غيره وسمى ذلك الدعاء عبادة كما قال تعالى:{ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون(٥)وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا ((بعبادتهم)) كافرين(٦)} [سورة الأحقاف]
وسماه عبادة كذلك في قوله {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن ((عبادتي))سيدخلون جهنم داخرين ( ٦٠ ) } [غافر]
وغيرها من الآيات
فإن قيل إنما هم وسائط وشفعاء لاينفعون ولا يضرون قيل لهم هذا قول مشركي قريش أيضا كما قال الله عنهم وسمى فعلهم عبادة
{ ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون ( ١٨ ) } [ يونس]
سمى اتخاذهم الشفعاء في دعائهم عبادة كما في أول الآية وجعله شركا معه كما في آخر الآية
وأخبر في وسط الآية أن هذا الاتخاذ لا يأذن به الله شرعا ولا يعلم هو سبحانه أن له شريكا في العبادة فكيف لكم أن تجعلوا الشركاء والأنداد له
فإن قالوا هم أقرب منا لله ولا نريد منهم إلا ليقربونا إليه
قيل لهم
هذافعل المشركين كماقال الله عنهم {ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوامن دونه أولياء مانعبدهم إلاليقربوناإلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ماهم فيه يختلفون إن الله لايهدي من هوكاذب كفار(٣)} [ الزمر]
فجعل فعلهم هذا عبادة وأخبر في آخر الآية أن من اعتقد الوسائط الشركية أنه كاذب كافر.
وأنه لا دين مقبول إلا الخالص من الشرك كما أخبر في أول الآية.
ثم تأملوا هذه الآيات
{ يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير (١٣) إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم
ولوسمعوامااستجابوالكم ويوم القيامةيكفرون بشرككم ولاينبئك مثل خبير(١٤)} [فاطر]
فأخبر أنه المتصرف في الكون وأن الملك له إذن لاتدعوا غيره فالخالق هو الذي يستحق العبادة وحده
وهنا سؤال هل علي أو زينب أو الحسين أو أو …
هم مثل الله أو أعلى أو دونه.
دونه بلا شك
فتأمل ماقاله"والذين تدعون من دونه"
فكل ماهو دون الله دعاؤه شرك كما قال في آخر الآية"بشرككم" وأنهم لايستجيبون كما أخبر الحق ومن أصدق منه حديثا
ثم ختم الآية أن من أنبأك بهذه الأحكام هو الخبير سبحانه فلا تتبع غيره
فإن قالوا نحن لا نعتقد الرزق والخلق لهم
قيل من سماهم النبي ﷺ مشركين كانوا لا يعتقدون هذا في معبوداتهم بل لتقربهم إلى الله زلفى وتشفع لهم عند الله ويقولون لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملكك
وقد أخبر الله عنهم { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون ( ٣٨ ) } [سورة الزمر]
فأقروا بأن الضر والنفع من الله وحده إذن فلم تدعون غيره
وقال عن الخليل
{ إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون ( ٧٠ ) قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين ( ٧١ ) قال هل يسمعونكم إذ تدعون ( ٧٢ ) أو ينفعونكم أو يضرون ( ٧٣ ) قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ( ٧٤ ) } [سورة الشعراء]
فانجُ بنفسك إن أردت النجاة ولا نجاة لك إلا بـ البراءة من الشرك
والعمل بـالتوحيد
وهو معنى لا إله إلا الله
أي لا معبود حق إلا الله
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
تعليقات
إرسال تعليق