المشاركات

المعية والرد على الجهمية.

 القول في المعية والرد على الجهمية في قولهم إن الله في كل مكان. قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( ٧ )  } [سورة المجادلة]  وقال تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ( ٤ )  } [سورة الحديد] وقال: { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ( ١٢٨ )  } [سورة النحل] وقال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ( ...

صفة النزول والرد على افتراء بن بطوطة على ابن تيمية.

 إثبات صفة النزول، والرد على ابن بطوطة في ما افتراه على ابن تيمية رحمه الله: صفة النزول من الصفات الفعلية الخبرية لله، فهي تتعلق بمشيئته وحكمته. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، يَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ ". متفق عليه. قال ابن القيم كما في مختصر الصواعق: "إن نزول الرب تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا قد تواترت الأخبار به عن رسول الله ﷺ، رواه عنه نحو ثمانية وعشرين نفسا من الصحابة، وهذا يدل على أنه كان يبلغه في كل موطن ومجمع" اهـ قال الدارمي( تـ: ٢٨٠هـ) في كتابه الرد على الجهمية: "فهذه الأحاديث قد جاءت كلها وأكثر منها في نزول الرب تبارك وتعالى في هذه المواطن، وعلى تصديقها والإيمان بها أدركنا أهل الفقه والبصر من مشايخنا، لا ينكرها منهم أحد ولا يمتنع من روايتها، حتى ظهرت هذه العصا...

حقيقة التوحيد و الشرك من القرآن

حقيقة التوحيد و الشرك من القرآن أفلا تتدبرون من تدبر القرآن بصدق سيعلم حقيقة التوحيد و الشرك، كيف لا، وهما الفاصل بين أهل الجنة والنار، وبالتوحيد والتحذير من الشرك أُرسل جميع الرسل وأُنزلت جميع الكتب { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ( ٣٦ )  } [سورة النحل] ولتجلية هذه الحقيقة فهذا مثال يسير من ذلك. - فيقال هل كان مشركوا العرب الذين بعث فيهم النبي ﷺ يشركون مع الله أحدا في الخلق والتدبير وملك النفع والضر من دون الله؟ الجواب قطعا لا، لقول الله تعالى: { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ( ٣١ )  } [سورة يونس] وغيرها من الآيات الدالة على هذا المعنى من أنهم لا يشركون في...

الحد بين النفي والإثبات

صورة
الحد بين النفي والإثبات 📍"سُئل الإمام عبد الله بن المبارك (تـ: ١٨١هـ) كيف نعرف ربنا؟ فقال: هو على العرش فوق سبع سموات، وعلمه وأمره في كل موضع. فقيل له: بحد؟ قال: بحد، ولا نقول كما تقول الجهمية، إنه هاهنا وهاهنا في الإرض"اهـ انظر السنة لعبد الله بن الإمام أحمد وغيره من كتب السلف. 🔻مسألة الحد: الحد من الألفاظ المجملة التي ليس لها ورود في النصوص الشرعية لا نفيا ولا إثباتا. وموقف أهل السنة من الألفاظ المجملة أنهم لا يثبتونها ولا ينفونها حتى يعرفوا المراد منها فإن كان حقا قبلوه وإن كان باطلا ردوه. وما قبلوه يذكرونه من باب الخبر عند الحاجة. 🔹وعليه فالحد بمعنى أن الله بائن من خلقه بحد فاصل بينه وبين المخلوقات، يتميز به عنهم فهو حق، ويخبر به عن الله من غير إثبات أنها من صفات الله، كما قال ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية: " هذا اللفظ لم نثبت به صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة ؛ بل بيّنّا به ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى ومباينته لخلقه وثبوت حقيقته " اهـ وهذا هو مراد ابن المبارك هنا، وهو قد احتاج إلى هذه اللفظة ليرد على باطل الجهمية القائلين بأنه في كل مكان، فبين ب...

لبس الصليب

 حكم لبس ما فيه صورة وثن كـالصليب. فإن كان لبسه تبعا للملابس وليس مقصودا لذاته فهو محرم، على الصحيح الذي عليه جمع من المحققين وقيل مكروه. فعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ إِلَّا نَقَضَهُ. رواه البخاري. والمراد بالتصاليب ما فيه صورة الصليب. جاء في موقع الدرر السنية قولهم: "تصاليب: أي: تَصاويرُ كَصَليبِ النَّصارَى. والتصاليب جمعُ صليب، "إلَّا نَقَضَه"، أي: كَسَرَه وغَيَّرَ صورَته. وجاءَ في لَفظ: "قَضَبَه" والقَضبُ: القَطعُ. وإنَّما كان رَسولُ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يَفعَلُ ذلك; لأنَّ النَّصارَى يَعبُدونَ الصَّليبَ، فَكَرِهَ أن يكون شيءٌ مِنْ ذلك في بَيتِهِ" اهـ وقالت دِقْرَةُ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَيْنَةَ : كُنَّا نَطُوفُ بِالْبَيْتِ مَعَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَرَأَتْ عَلَى امْرَأَةٍ بُرْدًا فِيهِ تَصْلِيبٌ، فَقَالَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ : اطْرَحِيهِ، اطْرَحِيهِ ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَان...

في قصة إبليس عبرة

 خاطرة في قصة إبليس عبرة كلنا نبغض إبليس، ونعلم أنه سبب كل كفر ومعصية في الأرض. ولكن في قصته عِبَر نكتفي منها بأنه كان عالما متعبدا لله فرفع مع الملائكة لذلك ولم يكن منهم قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى: "والتحقيق: أنه كان منهم باعتبار صورته وليس منهم باعتبار أصله ولا باعتبار مثاله"اهـ فهو كان العابد المطيع ثم أصبح في الكفر الشنيع. قال الألوسي في تفسيره: "وكم أرقت هذه القصة جفونا، وأراقت من العيون عيونا فإن إبليس كان مدة في دلال طاعته يختال في رداء مرافقته ثم صار إلى ما ترى وجرى ما به القلم جرى"اهـ ولا يخفى أيضا ما قصه الله لنا في سورة الأعراف من العالم العابد فقال: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ( ١٧٥ ) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَ...

إعجاز القرآن

 من دلائل النبوة  إعجاز القرآن فقد خرج رجل ما بين قوم من أهل الفصاحة والبيان قد بلغوا من الفصاحة شأوها، فقال لهم إني رسول الله إليكم حقا، لتعبدوه وحده وتتركوا ما كان يعبد آباؤكم من الأوثان، ومن آيات صدق نبوتي هذا القرآن كلام الله الذي أنزله إليكم بلسان عربي مبين، حروفه كحروفكم، فإن كنت كاذبا فأتوا بمثله إن كنتم صادقين  كما قال تعالى: { أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ ( ٣٣ ) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ( ٣٤ )  } [سورة الطور] بل قال: { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ( ٨٨ )  } [سورة الإسراء] فهلا استطاعوا له معارضة، وتنزلا لهم وتأكيدا لتصديق رسوله قال  { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ( ١٣ ) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لَ...

صلاة الرغائب

 صلاة الرغائب صلاة محدثة بعد القرون المفضلة، وفيها استدراك على إكمال الله للدين - قال النووي : " قاتل الله واضعها ومخترعها , فإنها بدعة منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة وفيها منكرات ظاهرة " - وقال ابن تيمية: "فهذا غير مشروع باتفاق أئمة الإسلام , كما نص على ذلك العلماء المعتبرون ولا ينشئ مثل هذا إلا جاهل مبتدع" وقال:  "والحديث المروي في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بذلك"  - وقال ابن قيم: " وكذلك أحاديث صلاة الرغائب ليلة أول جمعة من رجب كلها كذب مختلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم " - وقال ابن رجب: "والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح…وإنما لم يذكرها المتقدمون لأنها حدثت بعدهم، وأول ما ظهرت بعد الأربعمائة، فلذلك لم يعرفها المتقدمون ولم يتكلموا فيها"

ذبائح الكفار

 فائدة في: ذبائح الكفار لا يوجد مخالف في أنه لا تحل ذبائح غير المسلمين وأهل الكتاب، سواء كانوا مرتدين أو كفار أصليين، إلا ما جاء من مخالفة أبي ثور في المجوس خاصة، ومخالفة إسحاق في المرتدين إلى أهل الكتاب بخاصة. وهما قولان شاذان باطلان خرقا بهما الإجماع. - فأما أبو ثور فقد ظن أن ما روي عن النبي ﷺ في أخذ الجزية من المجوس بقوله: "سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ" أنه يشمل حل ذبائحهم أيضا، وأنكر عليه الأئمة في ذلك. - وأما إسحاق فظن أن من ارتد إليهم وتدين بدينهم يدخل في عموم أهل الكتاب في حل ذبيحته، وهذا باطل لأنه لا يسترق ولا يقر بجزية مثلهم، فدل على مخالفة حكمه لحكم أهل الكتاب. والله أعلم.

قول سيد الكل

 حكم قول: سيد الناس وسيد الكل: قال ابن القيم في تحفة المودود: "تحرم التسمية ب‍‍سيد الناس وسيد الكل كما يحرم سيد ولد آدم فان هذا ليس لأحد إلا لرسول الله ﷺ وحده فهو سيد ولد آدم فلا يحل لأحد أن يطلق على غيره ذلك"اهـ وقال في زاد_المعاد: "لا يجوز لأحد قط أن يقول عن غيره: إنه سيد الناس، وسيد الكل، كما لا يجوز أن يقول: إنه سيد ولد آدم" اهـ 🔻🔻🔻🔻🔻🔻🔻🔻 * فائدة: ذكر البخاري في التاريخ الكبير عن شعبة أنه قال عن أبي أيوب السختياني أنه سيد المسلمين وكذلك روي في ألقاب الصحابة أن أبي بن كعب قد لقبه عمر بن الخطاب بسيد المسلمين ولكن هذه والله أعلم مقيدة فتكون كسيد الشهداء وسيد القراء، وسيدا شباب أهل الجنة ومع ذلك فهناك من نهى عن سيد المسلمين إلا إذا قيدت أو قصد بها التقييد في زمانه. قال بكر أبو زيد في معجم المناهي اللفظية عن قول(سيد المسلمين) "لا تطلق على غير النبي - ﷺ -، وفي إطلاقها مقيدة نظر، والصحيح الجواز، مثل سيد المسلمين في زمانه" وقال ابن تيمية: "ولا نعلم أحدا هو: «سيد المسلمين، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين» غير نبينا - ﷺ" اهـ أما إطلاق القول بأ...