مقدمة ومنظومة الأسماء الحسنى





بسم الله الرحمن الرحيم

نبدأ في سلسلة
 خلاصة المعنى للأسماء الحسنى (١)
بمنظومة قد منّ الله عليّ بنظمها قبل عدة سنوات، وهي الآن تنشر لأول مرة.
وننشر تحت هذه السلسة ما يخصها من شرح معاني أسماء الله الحسنى بشيء من الإختصار، وعدم الإخلال بحسب ترتيب المنظومة للأسماء الحسنى

ولا يخفى على مسلم فضل علم الأسماء الحسنى، والتعرف من خلالها على ربّه الذي خلقه وهداه، وأنعم عليه وأعطاه.
قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة:
"إن شرف العلم تابع لشرف معلومه، ولا ريب أن أجل معلوم وأعظمه وأكبره فهو الله الذي لا إله إلا هو رب العالمين، وقيوم السموات والأرضين، الملك الحق المبين، الموصوف بالكمال كله، المنزه عن كل عيب ونقص، وعن كل تمثيل وتشبيه في كماله، ولا ريب أن العلم به وبأسمائه وصفاته وأفعاله أجلّ العلوم وأفضلها، ونسبته إلى سائر العلوم كنسبة معلومه إلى سائر المعلومات، وكما أن العلم به أجلّ العلوم وأشرفها فهو أصلها كلها…"اهـ

ومن أعظم ثمرات المعرفة بالله أنه يورث عبادة الخشية منه كما قال تعالى:﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾
قال ابن كثير في تفسيره:
"أي: إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به؛ لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم الموصوف بصفات الكمال المنعوت بالأسماء الحسنى -كلما كانت المعرفة به أتم والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر"اهـ
وكان يقال: العلماء ثلاثة: عالم بالله عالم بأمر الله، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله. فالعالم بالله وبأمر الله: الذي يخشى الله ويعلم الحدود والفرائض. والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله: الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض. والعالم بأمر الله ليس بعالم بالله: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى الله عز وجل.

وقد جاء الفضل العظيم في معرفة تسعة وتسعين اسما من أسماء الله الحسنى كما في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ".

واختلف أهل العلم في معنى إحصائها إلى ثلاثة أقوال:-
١-عدّها وحفظها كما في الرواية الأخرى" من حفظها"
٢-تعقلها ومعرفة معانيها مأخوذ من الحصاة وهي التعقل والمعرفة
٣-تعبّد الله بها:
-بدعاء المسألة بأن يسأل الله بها ويتخير الاسم المناسب لمطلوبه
-وبدعاء العبادة أي بالثناء بها على ربه، والإقرار بها والخضوع عندها ويستشعر مراقبة الله له وقدرته عليه، ويقتدي بما يُستحب الاقتداء به منها.
كما قال تعالى "وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَاۤءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ"
قال الماوردي في تفسيره
"وفي دعائه بها وجهان: أحدهما: نداؤه بها عند الرغبة إليه في الدعاء والطلب.
والثاني: تعظيمه بها تعبدا له بذكرها".اهـ

والتحقيق أن معنى أحصائها يشمل الثلاثة الأقوال جميعها، فمن كان لها أتم، كان حظه منها أوفر.

ويقبح جدا بالمسلم أن يعيش دهره ولا يتعرّف بخالقه وسيده ومن بيده نجاته.
وقد علم العقلاء إن من لوازم المحبة التعرّف على المحبوب، فمن أحب شيئا عرف عنه كثيرا، كما هو مشاهد في الواقع من تتبع أخبار من لا يستحق تتبعه من الفنانين واللاعبين وغيرهم، ويترك ما هو أعظم وبيده سعادته ونجاته، بل هو من أوجب الواجبات عليه
ألا يستحي المسلم من تقصيره في ذلك، مع علمه بنظر الله إليه، وعلمه بما في الصدور، وسيُسأل عنه يوم الحساب بين يديه.

ولهذا الأمر، والمشاركة في تعريف المسلمين بربهم ستكون هذا السلسلة الأسبوعية، التي أسأل الله أن يبارك فيها وينفع بها من كتبها واطلع عليها.

وللمعلومية:
فليست التسعة والتسعين اسما مذكورة في حديث واحد، وإنما يتتبعها أهل العلم من الكتاب والسنة الصحيحة، وما جاء عند الترمذي وغيره من عدّها فليس من قول النبي ﷺ وإنما من قول أحد الرواة جمعه عن مشايخه.
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى:
"إن التسعة والتسعين اسما لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي ﷺ وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة، وحفاظ أهل الحديث يقولون: هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث"اهـ


         ((منظومة " الأسماء الحسنى" ))

        ((المقدمة))
أَيَا مَن سلكتَ طريقَ الهُـدى
وكــانـت حياتُــك فيـه فِــدا
فإنّـي أُحييّــك يـا المـؤمــنُ
وأهديـك أسمـاء ربـي حِـدا

((الأسماء الحسنى في القرآن))
فـأبــدأُ مــن قـولــهِ مــا وردْ
هــو  اللهُ  ربٌّ  إلـٰــهٌ  أحَــــدْ
مُبيْـــنٌ وحـقٌّ هـو الـواحـــدُ
حميــدٌ مجيــدٌ وأيضاً صمدْ

وواســعُ فتّــاحُ وهْـوَ الغــنيْ
عـظيــمٌ كبـيــرٌ عزيــزٌ قــويْ
متيــنٌ حكيــمٌ مليــكٌ مـلِكْ
وأعلـى هـو المتــعالِ العـليْ

قـديـــرٌ  ومــقـتـــدرٌ  قـــادرُ
وجـبّـــارُ قـهّـــارُ والـقـــاهــرُ
هـــو الـمتــكبِّـــرُ والبـــاطـنُ
هـــو الظـاهـــرُ الأولُ الآخِــرُ

سـلامٌ وقدُّوسٌ وهْـوَ الـوكـيلْ
وخـالقُ خــلاّقُ وهـو الـكفيلْ
مصـوّرُ بـاريءٌ وهْـو الحَفـيْ
لـهُ أحسـنُ الاسـمِ دونَ مثيلْ

رَؤوفٌ ورحــمٰـنُ بَــرٌّ رحـــيـمْ
ودودٌ غـفـــورٌ عفّــوٌ حـلــيـمْ
وغــفّـــارُ  تـــوّابُ  والأكـــرمُ
شـكـورٌ وشـاكـرُ وهْـوَ الـكريمْ

ولـيٌّ ووهّـابُ مَـولـىً قريـبْ
مُـقيتٌ وهـاديْ نَصيرٌ مُجيبْ
ورزّاقُ أيـضــاً هــو المـؤمـــنُ
وقيّــومُ حـيٌّ حَفيـظٌ حَسيبْ

مُـحيــطٌ عليـمٌ لطيـفٌ خبيـرْ
شهيــدٌ رقيـبٌ سميـعٌ بصيـرْ
وثمّ الـمُـهيـمِـــنُ سـبـحـانــهُ
واسـم الإضــافـة فيــه كـثيـرْ

((زيادات الأسماء الحسنى
 في صحيح البخاري ومسلم
 أو أحدهما على القرآن))
وثمّ الصـحيـحيـن (وِتْـرٌ مُـقدِّمْ
                      مُـؤخِّـرُ شـافـيْ رفيــقٌ) فعـلّمْ    "متفق عليه"
               (وطيّـبُ سُـبُّوح وهْـوَ الجميـلْ)  "مسلم"
                   كذلك (مُـعطـيْ )أطعْهُ وعـظِّمْ  "البخاري"

((زيادات الأسماء الحسنى
في السنن والمسانيد
على القرآن والصحيحين))
وغير الصـحيـحين كي تلتجيْ
سَـتِيْــرٌ ومنّـــانُ وهْـوَ الحــييْ
هو الحَـكَمُ القـابضُ البـاسـطُ
وسـيّـــدُ  ديّــــانُ  رازقُ  لــيْ

((الخاتمة))
ولله حَمـدي طـــوال الحيــاةْ
وثُمّ الصــلاة على مُصـطفــاهْ
وأهـلهِ، عَـدّ الثـرى والنجــوم
وصـوتِ الأذانِ وسهـمِ الرمـاهْ

(٨١) اسم من القرآن+ (٩)من الصحيحين أو أحدهما+(٩) من السنن والمسانيد=(٩٩)اسم
نظمت يوم الأربعاء الموافق: ٢٠-٢-١٤٣٤هـ

 خلاصة المعنى للأسماء الحسنى
 ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها
 كن مع الله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دليل الخلق والإيجاد

محالات العقول ومحاراتها

مقدمة جواب شبهة التوسل(١)

وجود الأدلة العقلية في الأدلة النقلية

جواب شبهة التوسل النقلية(٢)