المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٠

الرب

صورة
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله … أما بعد:  فهذا المنشور الرابع من سلسلة خلاصة المعنى للأسماء الحسنى (٤) في اسم من أسامي الله الحسنى وهو : (الرب)(٣) وهذا الاسم ثابت في الكتاب والسنة في مواضع كثيرة، وورد ذكره في القرآن أكثر من (900) مرة، وغالبا ما يأتي ذكره مضافا إلى الخلق عموما كقوله تعالى: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين } [سورة الفاتحة:2]. أو خصوصا كقوله: {سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُون } [سورة الزخرف:82].{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس } [سورة الناس:1].  وجاء ذكره في السنة معرفا بالإلف واللام في أكثر من موضع ومنها ما جاء في حديث ابن عباس عن رسول الله ﷺ أنه قال:"أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ " رواه مسلم •  معنى الرب لغة: المالك، والمدبر، والمتصرف. والسيد المطاع. والقائم على الشيء، والقيّم، والمربي، والمصلح والمنعم....

عبودية المراغمة.

خاطرة ((عبادة المراغمة)) الحمد لله رب العالمين. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ، وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، ((لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ")) { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ( ١٤ )  } [سورة غافر] نتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بإغاظة الملحدين والعلمانيين بمنطقية الإسلام، ومحاسن الأحكام. نذكر من ذلك ما يغيظهم، ونبين حقارة عقولهم، وتفاهة تفكيرهم بما يسوؤهم. وهذه من المواطئ التي تغيظ الكفار وننال بها أجرا من الواحد القهار. وما أجمل ما سطره الإمام ابن القيم في المدارج عن عبودية المراغمة عند عقبة تسلط العدو من جند الشيطان فقال: "عقبة تسليط جنده عليه بأنواع الأذى، باليد واللسان والقلب، على حسب مرتبته في الخير، فكلما علت مرتبته أجلب عليه العدو بخيله ورج...

الله - الإله

صورة
بسم الله الرحمن الرحيم هذه سلسلة: خلاصة المعنى للأسماء الحسنى (3) وفي هذا المنشور الثالث نشرع بحمد الله في ذكر معاني أسماء الله الحسنى، ونبدأ بهذين الاسمين للعلاقة بينهما: ( الله ) و ( الإله ) •  هذان الاسمان العظيمان قد ثبتا في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة جدا، بل قيل إن لفظ الجلالة (الله) قد ورد في القرآن (2724) مرة. •  فمن أدلة الاسمين من القرآن: { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( ١ )  } [سورة الفاتحة] { وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( ١٠٥ )  } [سورة البقرة] { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ( ٢ )  } [سورة آل عمران] { وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ( ١٦٣ )  } [سورة البقرة] { إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ( ٩٨ )  } [سورة طه] •  ومن السنة: عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ ع...

قواعد وضوابط الأسماء الحسنى

صورة
‏ ﷽ نبدأ بحمد الله في المنشور الثاني من سلسلة   خلاصة المعنى للأسماء الحسنى (٢) وفيه نذكر بعض القواعد المهمة والضوابط في أسماء الله الحسنى قبل الولوج في ذكر معانيها في المنشورات القادمة بأذن الله. فهي كالأساس الذي نبني عليه، وكالسراط الذي نسير فيه، وكالنور الذي نرى به. فنقول وبالله التوفيق. 1-  أسماء الله تعالى توقيفية. أي يجب الوقوف فيها على ما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة فلا نثبت منها إلا ما ثبت فيهما. فلا مجال للعقل في إثباتها لأن عقل الإنسان قاصر عن إدراك ما يستحقه سبحانه وتعالى من الأسماء. قال أبو سليمان الخطابي في كتابه شأن الدعاء:  "ومن علم هذا الباب؛ أعني الأسماء، والصفات، ومما يدخل في أحكامه، ويتعلق به من شرائط أنه لا يتجاوز فيها التوقيف، ولا يستعمل فيها القياس، فيلحق بالشيء نظيره في ظاهر، وضع اللغة، ومتعارف الكلام، فالجواد: لا يجوز أن يقاس عليه السّخيّ، وإن كانا متقاربين في ظاهر الكلام، وذلك أن السّخيّ لم يرد به التوقيف كما ورد بالجواد، ثم إن السّخاوة موضوعة في باب الرّخاوة واللّين، يقال: أرض سخيّة وسخاويّة إذا كان فيها لين ورخاوة، وكذلك لا ...

مقدمة ومنظومة الأسماء الحسنى

صورة
بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ في سلسلة  خلاصة المعنى للأسماء الحسنى (١) بمنظومة قد منّ الله عليّ بنظمها قبل عدة سنوات، وهي الآن تنشر لأول مرة. وننشر تحت هذه السلسة ما يخصها من شرح معاني أسماء الله الحسنى بشيء من الإختصار، وعدم الإخلال بحسب ترتيب المنظومة للأسماء الحسنى ولا يخفى على مسلم فضل علم الأسماء الحسنى، والتعرف من خلالها على ربّه الذي خلقه وهداه، وأنعم عليه وأعطاه. قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة: "إن شرف العلم تابع لشرف معلومه، ولا ريب أن أجل معلوم وأعظمه وأكبره فهو الله الذي لا إله إلا هو رب العالمين، وقيوم السموات والأرضين، الملك الحق المبين، الموصوف بالكمال كله، المنزه عن كل عيب ونقص، وعن كل تمثيل وتشبيه في كماله، ولا ريب أن العلم به وبأسمائه وصفاته وأفعاله أجلّ العلوم وأفضلها، ونسبته إلى سائر العلوم كنسبة معلومه إلى سائر المعلومات، وكما أن العلم به أجلّ العلوم وأشرفها فهو أصلها كلها…"اهـ ومن أعظم ثمرات المعرفة بالله أنه يورث عبادة الخشية منه كما قال تعالى:﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ قال ابن كثير في تفسيره: "أي:...